كلمة رئيس الأكاديمية

مضت عشر سنوات على تأسيس وتدشين كلية الشرطة في العام 2013م، النواة الأولى التي حققت نجاحات متميزة على صعيد إعداد نخبٍ من الضباط مجهزة بأحدث المعارف العلمية القانونية والشرطية المعمول بها في أرقى الأكاديميات الشرطية العالمية، وعلى أعلى درجة من الجاهزية التقنية والعسكرية.

ليأتي القرار الأميري رقم 51 لسنة 2022 لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى القاضي بإنشاء وتنظيم أكاديمية الشرطة لتضم تحت جناحها كافة الكليات والمعاهد والمراكز البحثية بوزارة الداخلية، وذلك للمسير قدما بمسيرة التطور التي تشهدها الدولة بأركانها كافة، ولتحقق رسالتها في إعداد كوادر مؤهلة ومدربة علميا وعمليا في المجالات القانونية والشرطية وبمواصفات عالمية تتلاءم مع طبيعة التحديات الأمنية التي يشهدها العالم يوما وراء الآخر بشكل مستجد وغير مسبوق.

اليوم، تنطلق أكاديميتنا إلى آفاق جديدة من خلال خطتها الإستراتيجية ورؤيتها في أن تصبح منارة تعليمية وتدريبية يشار لها بالبنان على الأصعدة جميعها التي تختص بها.

وفي ضوء ذلك، فإن أكاديمية الشرطة اليوم من خلال المكانة التي حققتها والإمكانات التي وضعها سعادة وزير الداخلية ودعمه المستمر لها من أجل أداء مهني متميز ومحترف ومن خلال توصيات وتوجيهات المجلس الأعلى للأكاديمية، وبفضل من الله، أصبحت وبفتره قصيرة على أعلى درجة من الجاهزية لتقديم خدمات تعليمية عالية الجودة وبرامج تدريبية محترفة تؤهل الخريجين وتحضرهم ليكونوا مستعدين للحفاظ على مسيرة الأمن والأمان الذي نفاخر بها العالم.

تنضوي تحت مظلة الأكاديمية، كلياتٌ ومعاهد أكاديمية وتدريبية ومراكز بحثية تتمثل في كلية الشرطة، وكلية الدراسات العُليا، كما تضم كذلك كلية رأس لفان للطوارئ والسلامة، ومن المرافق أيضا معهد ضباط الشرطة المُتخصص في إعداد وتنفيذ البرامج والدورات التدريبية للضباط، لتنمية قدراتهم المهنية ورفع مستوى أدائهم المِهني، وتطوير وتحديث مناهج التدريب وَفقًا لأحدث الاتجاهات العلمية والمِهنية.

وتضم الأكاديمية كذلك، معهد الشرطة، ومهمته إعداد وتنفيذ برامج الدبلوم في التخصصات المطلوبة للوزارة، وَفقًا للخُطة الزمنية المُعتمدة، وإعداد وتنفيذ البرامج والدورات التدريبية للمستجدين والرتب الأخرى.

ليأتي معهدُ الشرطة النسائية، وهو مختص بإعداد وتأهيل العنصر النسائي العسكري والمدني من خلال تنفيذ البرامج والدورات التدريبية الهادفة إلى تنمية قدراتهن المهنية والعلمية والذي استقبل أولى دفعاته من دبلوم العلوم الشرطية المخصصة للعنصر النسائي ليكن إضافة نوعية بهذا المجال.

كما تضم الأكاديمية مركزا للبحوث والدراسات الأمنية، تأسس بهدف دعم وتعزيز الدراسات التخصصية وإجراء البحوث العلمية والتطبيقية في المجالات الأمنية والقانونية والإدارية، وغيرها من المجالات ذات الصلة بالعمل الشرطي، للعمل على تطوير المعارف الأمنية ومتابعة التطورات الأمنية.

لتمنح بذلك أكاديمية الشرطة 3 درجات علمية أربعة تخصصات في البكالوريوس هي: القانون وعلوم الشرطة، والهندسة الدولية للسلامة من الحريق، والإدارة الدولية للسلامة من الحريق، وإدارة الطوارئ والكوارث، ودرجة الماجستير في القانون، والدراسات الأمنية.

كما تمنح درجة الدبلوم في العلوم الشرطية، ودبلوم الهندسة الدولية للسلامة من الحريق، ودبلوم الإدارة الدولية للسلامة من الحريق، ودبلوم إدارة الطوارئ والكوارث.

أكاديمية الشرطة بقطر وبالمستوى الذي حققته، أضحت تعتز بالعلاقات الوثيقة التي تربطها بكثير من المؤسسات التعليمية الأمنية العريقة وكذلك الجامعات الدولية ومختلف الشركاء الفاعلين الذين تشترك معهم في تبادل الخبرات بما يعود بالنفع على المنتسبين لمؤسستها.

بالإضافة إلى ما سبق، فإن قيادات الأكاديمية تؤمن إيماناً راسخاً أن العلم هو مفتاح المستقبل واستقراره، وهو ركيزة الشعوب نحو التقدم والازدهار.

وفي الختام أتوجه بأمنيات النجاح والتوفيق لجميع أبنائنا من طلاب الأكاديمية الحاليين والخريجين ولكل القائمين على الأكاديمية والساهرين عليها.